إدلب.. أجمل مما تتوقع وأغنى مما تعرف
الكاتب : حسن العبد
___________
حين وصولك إلى إدلب لن تجد صعوبة في مواصلة الحياة تسبح في آفاق رحبة تماماً وتنعم بمتعة النفس وإشراقة الحياة
لهذا لم نحس غرابة ونحن نتنقل في جولتنا من جبل الأربعين في أريحا إلى حمامات الشيخ عيسى وعين الزرقا ودركوش لنخوض في معالم السياحة بين حنايا إدلب الخضراء.
بدأنا طريقنا من أريحا الخضراء في جبل الأربعين إلى المرتكزين من حيث المتحف الوطني في إدلب ونبع عين الزرقا في البالعة والرؤوس الثلاثة هذه تجمع بين الأصالة المعاصرة وتشكل وجهاً مشرقاً تطل منه محافظة إدلب بحضاراتها وتاريخها وتطلعاتها ومستقبلها فعلى رأس المرتكز الأول يقع المتحف الوطني في إدلب وهو تحفة معمارية على النمط التقليدي استخدمت في إنشائه كل وسائل التقنية الحديثة ويضم بين أنحائه صالات وقاعات وأروقة تحفظ بداخلها كل ما يسترعي انتباه السائح ويشد اهتمامه وقد روعي في تصميم المتحف أن يكون داراً حضارية على مستوى متميز من التقدم العالمي والفني والثقافي ليصبح منارة للتاريخ والآثار على أحدث طراز وهو يتكون من قاعات عديدة تعرض ما تزخر به محافظة إدلب من آثار ومعالم ووثائق ومستندات تاريخية وتم تجهيز المتحف لعرض نماذج متعددة للتقاليد الشعبية في قاعات أعدت خصيصاً لهذا الغرض بالإضافة إلى إبراز الفنون والتقاليد في الماضي والحاضر ليتعرف الناس من زوار إدلب على معالم الحياة الاجتماعية فيها وكيف تجري مسيرة الإنسان على هذه الأرض الطيبة.
وننطلق من دنيا الناس إلى نبع عين الزرقا وشلالاتها التي تشهد حركة دائمة في إطار ازدهار الحركة السياحية في إدلب وهناك آلاف الأشخاص يزورون الموقع على مدى شهور السنة بما في ذلك أفواج السياح, وقد كان لهذا الموقع النبع أثر كبير فيما تحقق للمحافظة من دعم للاقتصاد والتنمية الاجتماعية صبت روافده في مصب الناتج المحلي والدخل القومي بالإضافة إلى تعزيز مكانة محافظة إدلب حضارياً ويضاف إلى ذلك ما حققته تلك النبع من تنشيط بالحركة السياحية والتعريف على معالم إدلب وتاريخها بين الماضي والحاضر فهل سمعتم عن عين الزرقا.. أشهر معالم إدلب السياحية؟
يقولون أنه كان هناك في قديم الزمان فتاة رائعة هي أجمل عذارى البالعة وذات صباح خرجت تستنشق النسيم الندي فإذا بالأرض تنشق أمامها عن فارس جميل الطلة اقترب منها وهو يتودد إليها وراح يلقي على مسامعها أرق عبارات الغرام وحين صدته أعلن لها أنه إنما جاء ليتخذها لنفسه زوجة وسخرت الفتاة منه وهي تقول كيف تتزوجني وأنا مخطوبة لفتى أحبه وأهواه ولن أقبل عنه بديلاً؟
ولكن الفارس الذي لم يصدقها طلب منها أن تضرب الأرض بقدميها ليتأكد من صدقها ويرحل عنها أما إذا لم تنفجر المياه تحتها فهي إذناً كاذبة وسيتخذها لنفسه بالقوة ودقت العذراء الأرض بقدميها فإذا بالأرض تنفجر ويندفع منها الماء بغزارة ليغطي سطح المكان وليستمر تفجيره فلا يتوقف أبداً ومنذ ذلك الحين سميت العين عين الزرقا, ومنهم من يقول أن الزراق هذا كناية عن تشبيه لعين الفتاة العذراء هذه ومنهم من يقول تشبيه لنقاوة مياه النبع ورقتها وصفاء مياهها والجميع على صح فيما يقولون.
وننتقل إلى دركوش ونطل إلى ما حولنا.. بحيرة من المياه الطبيعية العذبة تحيط بها حدائق ترفيهية تتغذى بمياهها الباردة التي تنبثق من مجرى نهر العاصي وتمتد على طول المدينة وهي تخترق الجسر الأثري لتتيح انتشار الخضرة في كل مكان من البلدة ويقول أن المناطق المحيطة ببلدة دركوش تحولت إلى حديقة طبيعية عامة ممتعة رائعة تظللها الأشجار وتنتشر فيها الورود والرياحين وانشئت في وسطها حديقة خاصة للعائلات.
ونمضي في رحلتنا هذه من دركوش إلى القنية والغسانية واليعقوبية وجديدة وحللوز.. مدناً لا تتشابه في الأماكن مع أي مكان ولا تفيد الكلمات في وصفها وكذلك في وصف طيبة أهلها واستقبالهم للزائرين مرحبين وهوسهم بالكرم ولعل أكثر ما يجذب السائحين في هذه المدن تغير وجهها تبعاً لتغيرات الفصول فالمدن هذه تعطي في كل فصل وعداً جديداً بالخصب والاستقرار .. إن منتزهات عين الزرقا ودركوش وحمامات الشيخ عيسى واحدة من مجموعة من المنتزهات والحدائق التي ترتبط بالسياحة العائلية وهي متنفس لكل أفراد الأسر وقضاء أوقات ممتعة وكذلك هي المدن السياحية في القنية واليعقوبية والغسانية وإدلب في الحقيقة واحة للراحة يقصد مناطقها أبناء إدلب للاستظلال لراحتها الاجتماعية والتمتع بمائها وخضرتها وآثارها فالحدائق والخضرة والماء العذب علامة من علامات الجمال والحياة في إدلب.
فليس من الغريب أن تأتي إلى إدلب فتجدها وقد فتحت ذراعيها إليك فذلك جزءاً من دورها التاريخي والاجتماعي ولعل من أبرز ما تتجه إليه الجهات المعنية في المحافظة هو العمل بكل جد للارتقاء بمستوى المواقع السياحية لتعزيز مكانة المحافظة الخضراء بين المحافظات السورية ذات الشهرة المتعددة بالمقومات السياحية .
الكاتب : حسن العبد
___________
حين وصولك إلى إدلب لن تجد صعوبة في مواصلة الحياة تسبح في آفاق رحبة تماماً وتنعم بمتعة النفس وإشراقة الحياة
لهذا لم نحس غرابة ونحن نتنقل في جولتنا من جبل الأربعين في أريحا إلى حمامات الشيخ عيسى وعين الزرقا ودركوش لنخوض في معالم السياحة بين حنايا إدلب الخضراء.
بدأنا طريقنا من أريحا الخضراء في جبل الأربعين إلى المرتكزين من حيث المتحف الوطني في إدلب ونبع عين الزرقا في البالعة والرؤوس الثلاثة هذه تجمع بين الأصالة المعاصرة وتشكل وجهاً مشرقاً تطل منه محافظة إدلب بحضاراتها وتاريخها وتطلعاتها ومستقبلها فعلى رأس المرتكز الأول يقع المتحف الوطني في إدلب وهو تحفة معمارية على النمط التقليدي استخدمت في إنشائه كل وسائل التقنية الحديثة ويضم بين أنحائه صالات وقاعات وأروقة تحفظ بداخلها كل ما يسترعي انتباه السائح ويشد اهتمامه وقد روعي في تصميم المتحف أن يكون داراً حضارية على مستوى متميز من التقدم العالمي والفني والثقافي ليصبح منارة للتاريخ والآثار على أحدث طراز وهو يتكون من قاعات عديدة تعرض ما تزخر به محافظة إدلب من آثار ومعالم ووثائق ومستندات تاريخية وتم تجهيز المتحف لعرض نماذج متعددة للتقاليد الشعبية في قاعات أعدت خصيصاً لهذا الغرض بالإضافة إلى إبراز الفنون والتقاليد في الماضي والحاضر ليتعرف الناس من زوار إدلب على معالم الحياة الاجتماعية فيها وكيف تجري مسيرة الإنسان على هذه الأرض الطيبة.
وننطلق من دنيا الناس إلى نبع عين الزرقا وشلالاتها التي تشهد حركة دائمة في إطار ازدهار الحركة السياحية في إدلب وهناك آلاف الأشخاص يزورون الموقع على مدى شهور السنة بما في ذلك أفواج السياح, وقد كان لهذا الموقع النبع أثر كبير فيما تحقق للمحافظة من دعم للاقتصاد والتنمية الاجتماعية صبت روافده في مصب الناتج المحلي والدخل القومي بالإضافة إلى تعزيز مكانة محافظة إدلب حضارياً ويضاف إلى ذلك ما حققته تلك النبع من تنشيط بالحركة السياحية والتعريف على معالم إدلب وتاريخها بين الماضي والحاضر فهل سمعتم عن عين الزرقا.. أشهر معالم إدلب السياحية؟
يقولون أنه كان هناك في قديم الزمان فتاة رائعة هي أجمل عذارى البالعة وذات صباح خرجت تستنشق النسيم الندي فإذا بالأرض تنشق أمامها عن فارس جميل الطلة اقترب منها وهو يتودد إليها وراح يلقي على مسامعها أرق عبارات الغرام وحين صدته أعلن لها أنه إنما جاء ليتخذها لنفسه زوجة وسخرت الفتاة منه وهي تقول كيف تتزوجني وأنا مخطوبة لفتى أحبه وأهواه ولن أقبل عنه بديلاً؟
ولكن الفارس الذي لم يصدقها طلب منها أن تضرب الأرض بقدميها ليتأكد من صدقها ويرحل عنها أما إذا لم تنفجر المياه تحتها فهي إذناً كاذبة وسيتخذها لنفسه بالقوة ودقت العذراء الأرض بقدميها فإذا بالأرض تنفجر ويندفع منها الماء بغزارة ليغطي سطح المكان وليستمر تفجيره فلا يتوقف أبداً ومنذ ذلك الحين سميت العين عين الزرقا, ومنهم من يقول أن الزراق هذا كناية عن تشبيه لعين الفتاة العذراء هذه ومنهم من يقول تشبيه لنقاوة مياه النبع ورقتها وصفاء مياهها والجميع على صح فيما يقولون.
وننتقل إلى دركوش ونطل إلى ما حولنا.. بحيرة من المياه الطبيعية العذبة تحيط بها حدائق ترفيهية تتغذى بمياهها الباردة التي تنبثق من مجرى نهر العاصي وتمتد على طول المدينة وهي تخترق الجسر الأثري لتتيح انتشار الخضرة في كل مكان من البلدة ويقول أن المناطق المحيطة ببلدة دركوش تحولت إلى حديقة طبيعية عامة ممتعة رائعة تظللها الأشجار وتنتشر فيها الورود والرياحين وانشئت في وسطها حديقة خاصة للعائلات.
ونمضي في رحلتنا هذه من دركوش إلى القنية والغسانية واليعقوبية وجديدة وحللوز.. مدناً لا تتشابه في الأماكن مع أي مكان ولا تفيد الكلمات في وصفها وكذلك في وصف طيبة أهلها واستقبالهم للزائرين مرحبين وهوسهم بالكرم ولعل أكثر ما يجذب السائحين في هذه المدن تغير وجهها تبعاً لتغيرات الفصول فالمدن هذه تعطي في كل فصل وعداً جديداً بالخصب والاستقرار .. إن منتزهات عين الزرقا ودركوش وحمامات الشيخ عيسى واحدة من مجموعة من المنتزهات والحدائق التي ترتبط بالسياحة العائلية وهي متنفس لكل أفراد الأسر وقضاء أوقات ممتعة وكذلك هي المدن السياحية في القنية واليعقوبية والغسانية وإدلب في الحقيقة واحة للراحة يقصد مناطقها أبناء إدلب للاستظلال لراحتها الاجتماعية والتمتع بمائها وخضرتها وآثارها فالحدائق والخضرة والماء العذب علامة من علامات الجمال والحياة في إدلب.
فليس من الغريب أن تأتي إلى إدلب فتجدها وقد فتحت ذراعيها إليك فذلك جزءاً من دورها التاريخي والاجتماعي ولعل من أبرز ما تتجه إليه الجهات المعنية في المحافظة هو العمل بكل جد للارتقاء بمستوى المواقع السياحية لتعزيز مكانة المحافظة الخضراء بين المحافظات السورية ذات الشهرة المتعددة بالمقومات السياحية .
الأربعاء 13 يوليو 2011, 11:06 am من طرف أحلى حمودي
» رسالة أم حمصية الى ابنتها
الأربعاء 13 يوليو 2011, 10:57 am من طرف أحلى حمودي
» إنشاء منتدى أجمل من هذا المنتدى بتصميمي ومجانا
الثلاثاء 18 يناير 2011, 8:21 pm من طرف ربيع شعار
» أنا خلص .. بدي صيف !
السبت 18 ديسمبر 2010, 9:19 pm من طرف عازم
» القلم و الكلمة و الكرباج !!!
الإثنين 13 ديسمبر 2010, 12:54 am من طرف فاطمة نحلاوي
» أمّــــاه( خاص )
الخميس 04 نوفمبر 2010, 11:51 pm من طرف محمد عبد الستار طكو
» الرسم على الأسقف
الخميس 12 أغسطس 2010, 3:14 am من طرف shaema
» شوق الى أمي ... - بقلم : الشاعرة : غادة ملاعب -
الثلاثاء 27 يوليو 2010, 8:38 pm من طرف ربيع شعار
» قطر : الجدي الذي يلعب بعقول التيوس !!!!!
الإثنين 14 يونيو 2010, 5:16 am من طرف ربيع شعار