في بدايات العام ألفين و أثنين و بعد أشهر معدودات من زلزال الحادي عشر من سبتمبر * أيلول * الذي هزّ أركان الأمن العالمي ، و أصبح الأوروبيون ينظرون إلى كل عربي قادم من الشرق على أنه * إرهابي أو مشروع ذلك * و بغضّ النظر عن ديانته أحيانا !!!!! * شاب مسيحي ماروني من لبنان كان يعمل معنا في أحد مطاعم بروكسل و تعرضه إلى * إرهاب * أمنيّ حقيقي في أحد المطارات الأوروبية فقط لأن إسمه * رياض * و لأنه كان قادما من لبنان !!!!
في ذلك الوقت كنت ملتحقا بإجدى المدارس التي تعلّم اللغة الفلامنكية للغرباء المقيمين في بروكسل ، و قد قامت المدرسة برحلة ترفيهية أخذتنا بها نحن الفلاميذ إلى مدينة * بروج * التاريخية السياحية الواقعة على شاطئ بحر الشمال قرب الحدود الهولندية ، و بعد جولة ممتعة لنا في متاحف المدينة الخلابة و معالمها التاريخية و الثقافية ، و تجولنا في ساحاتها الرئيسية و أزقتها القديمة ، أخذتنا المعلمات المرافقات لنا و المشرفات على الرحلة إلى مكان ما في أحد الأزقة لتناول طعام الغداء ، و بعد أن ولجنا الباب الرئيسي الخشبي الكبير تفاجأنا * و كلنا مسلمون * بأننا في كنيسة عريقة و مهيبة ، و كان في استقبالنا عدد من * الأخوات * الراهبات اللواتي يقمن في دير ملحق بالكنيسة و يشرفن على تقديم خدمات كبيرة للمؤمنين من روادها و أتباعها ....
و ذهبن بنا إلى مائدة بسيطة منسقة تواجهها * بوفيه * مفتوح فيه ما لذّ و طاب من المأكولات البحرية و السلطات المتنوعة و الحلويات الشهية المتعددة و الفواكه ، و دعوننا إلى الطعام بكل كرم و محبة و تهذيب و هنّ يرسمن أعذب ابتسامة على وجوههن المشعّة بالمحبة و الطيبة و الكرم ....
كانت الصلبان و صور سيدنا المسيح و أمه العذراء * عليهما السلام * تزيّن الجدران وسط زخارف و رسومات بديعة تضج بها الجدران و الأسقف ....
كان غير بعيد عنّا موائد عامرة بأنواع عديدة من اللحوم التي يتناولها بنهم جمع من الرجال و النساء ، و لم تكن مثلها على مائدتنا ...
سألت المعلمة الفاتنة * سيلفيان * : لماذا اختصصنا بالمأكولات البحرية ؟؟؟ و لماذا أولئك يأكلون اللحم و نحن لا ؟؟؟
فاجابتني بابتسامة لطيفة : الإدارة هنا تعرف بأنكم جميعا مسلمين و قد يتحسّس بعضكم من أكل اللحوم لعدم ثقته بطريقة الذبح فارتأت أن يكون غداءكم من فواكه البحر !!!!!!
و سألتها : و من أولئك الذين يأكلون اللحوم و منهم الذي يبدو عليه الثراء و النعمة و يأتي ليأكل هنا ؟؟؟؟
قالت : هم أكثرهم من دافعي التبرعات للكنيسة و الدير و يأكلون هنا دعما للعمل الخيري فإلى جانبهم يأكل الكثير من الفقراء و الوحيدين ، فيأتون هنا و هم أولاد نعمة فيأكلون و يدفعون فيصيبوا عدة عصافير بحجر واحد : يأكلون طعاما لذيذا في مكان قريب من منازلهم و أماكن عملهم و يدعمون العمل الخيري الذي تقوم به الكنيسة و يشاركون أبناء بلدهم المساكين من الفقراء و الوحيدين ظروفهم ...
قلت لها : يا سلام .... تفكير انساني رائع ...
و بعد أن انتهينا من الغداء أتت رئيسة الدير و المشرفة على المشروع الإنساني الرائع للتعرف علينا و تشاركنا شرب القهوة ...
كانت سيدة كبيرة في السن تلبس ثيابا بسيطة و لكنها بالغة الأناقة و التناسق و يغلب عليها الوقار و على شفتيها ابتسامة محبة صافية تأسر القلوب ... و بعد تبادل كلمات الترحيب و التعارف قلت لها : أنا آسف سيدتي ... و لكنني أريد مكانا طاهرا لأصلي به صلاة الظهر * و كنت وقتها ملتزما جدا بفروضي الدينية التي حرصت على التمسك بأهدابها بعد توبة نصوح نويتها قبل هجرتي من سوريا * ...
فغر رفاقي أفواههم من الدهشة و الإستغراب !!!! و معهم الحق فأكثرهم لا يعرف المسيحيين و علاقتهم مع المسلمين و خاصة في البلاد العربية ....
قالت لي و بكل محبة و احترام : و لماذا تتأسف ؟؟؟؟ تفضل معي ....
و رافقتها في رحلة قصيرة عبر الممرات و الغر ف في الكنيسة و الدير حتى وصلنا إلى غرفة صغيرة قدّرت فورا بأنها محرابها الذي تتعبد به ... و قالت لي : أنا أصلي هنا ... كلنا نصلي لإله واحد ....
فرشت لي سجادة معطّرة و أشارت لي الى اتجاه الجنوب و قالت لي : تفضل ...
و عدت بعد الصلاة الى المجموعة و غادرنا المكان المقدس و مازال و الرئيسة و الراهبات عالقين في ذهني ...
ذكرى اخوّة انسانية عظيمة
يشوهها احيانا جاهل أو متعصب و من الطرفين ...
حكيت هذه الذكرى العطرة لكم لكي أقول * للأب * وسام : بأنني لم و لن أصدق * تخاريف * المتعصبين بتجلّي السيدة العذراء * الخبر الذي قرأته و اطلعت عليه و سألت عنه و عن غيره من هذه الأكاذيب و أهداف مروجيها الطائفية المتعصبة أصدقاء مصريون مسيحيون و متخصصون * لا في مصر و لا في فلسطين و لا في إدلب * التي يتجلى بها سيدنا لوط دونا عن باقي الرسل و الأنبياء على ما يعتقد الكثيرون !!!!! *
و لست وحدي في ذلك الإعتقاد الراسخ بعدم تجلّي أحد على أحد ... و هناك الكثير الكثير من المسيحيين * غير المتعصبين على رأيي و مذهبي * في ذلك ....
و أعتقد بأن * الأب * وسام كان منحازا جدا في ردّه عليّ في موضوع سابق يخص هذا الظهور الكاذب لسيدتنا العذراء فوق أبراج كنائس القاهرة و الذي صدقه و آمن به الكثير من المسلمين الذين يشاركون إخوانهم الأقباط في الجهل و ركوب موجة الأوهام ....
و الأقباط في مصر غير مظلومين و لا يتعرضون للإعتداء من جهال المسلمين و غوغائهم هناك ....
و الجريمة التي تحدث عنها * الأب * وسام في ردّه المنحاز و المفعم بالشكوى و البكاء و الوهم و التي جرت ليلة عيد الميلاد * حسب التقويم الشرقي * في نجع حمادي في صعيد مصر ارتكبها مجرم مسجل خطر و من أصحاب السوابق و شاركه بها إثنان من عتاة المجرمين الذين لا يعبرون عن الإسلام و المسلمين أبدا ...
و أسبابها * و هنا مربط الفرس * ليست دينية يا أبونا ...!!!!
أسبابها : إغتصاب شاب قبطي لفتاة مسلمة قاصر و نشر هتك عرضها عبر الصور الهاتفية على أهلها و أهل المنطقة * الصعايدة * ....
و الصعايدة معروفين بالتعصب و الإيمان بالثأر و محو العار ... و هم متفقين في هذا : مسلمين و مسيحيين أقباط ..
إذا : لا يوجد جريمة تدل على اضطهاد ديني ...
الحكاية كلها حكاية مجتمع متعصب و متخلف يتساوى فيه الجميع ... مسلمين و مسيحيين ...
و الثقافة يا * أبونا * ليست سببا للإقتناع بالخرافات و الأساطير و الأوهام ...
بالعكس تماما ....
الثقافة سبيل لإنكار هذه الأكاذيب و استنكار ترويجها ...
فقد قيل قديما : حدّث العاقل بما لا يصدّق فإن صدقه فلا عقل له !!!!!
و نحن و لله الحمد من أصحاب العقول ...
في ذلك الوقت كنت ملتحقا بإجدى المدارس التي تعلّم اللغة الفلامنكية للغرباء المقيمين في بروكسل ، و قد قامت المدرسة برحلة ترفيهية أخذتنا بها نحن الفلاميذ إلى مدينة * بروج * التاريخية السياحية الواقعة على شاطئ بحر الشمال قرب الحدود الهولندية ، و بعد جولة ممتعة لنا في متاحف المدينة الخلابة و معالمها التاريخية و الثقافية ، و تجولنا في ساحاتها الرئيسية و أزقتها القديمة ، أخذتنا المعلمات المرافقات لنا و المشرفات على الرحلة إلى مكان ما في أحد الأزقة لتناول طعام الغداء ، و بعد أن ولجنا الباب الرئيسي الخشبي الكبير تفاجأنا * و كلنا مسلمون * بأننا في كنيسة عريقة و مهيبة ، و كان في استقبالنا عدد من * الأخوات * الراهبات اللواتي يقمن في دير ملحق بالكنيسة و يشرفن على تقديم خدمات كبيرة للمؤمنين من روادها و أتباعها ....
و ذهبن بنا إلى مائدة بسيطة منسقة تواجهها * بوفيه * مفتوح فيه ما لذّ و طاب من المأكولات البحرية و السلطات المتنوعة و الحلويات الشهية المتعددة و الفواكه ، و دعوننا إلى الطعام بكل كرم و محبة و تهذيب و هنّ يرسمن أعذب ابتسامة على وجوههن المشعّة بالمحبة و الطيبة و الكرم ....
كانت الصلبان و صور سيدنا المسيح و أمه العذراء * عليهما السلام * تزيّن الجدران وسط زخارف و رسومات بديعة تضج بها الجدران و الأسقف ....
كان غير بعيد عنّا موائد عامرة بأنواع عديدة من اللحوم التي يتناولها بنهم جمع من الرجال و النساء ، و لم تكن مثلها على مائدتنا ...
سألت المعلمة الفاتنة * سيلفيان * : لماذا اختصصنا بالمأكولات البحرية ؟؟؟ و لماذا أولئك يأكلون اللحم و نحن لا ؟؟؟
فاجابتني بابتسامة لطيفة : الإدارة هنا تعرف بأنكم جميعا مسلمين و قد يتحسّس بعضكم من أكل اللحوم لعدم ثقته بطريقة الذبح فارتأت أن يكون غداءكم من فواكه البحر !!!!!!
و سألتها : و من أولئك الذين يأكلون اللحوم و منهم الذي يبدو عليه الثراء و النعمة و يأتي ليأكل هنا ؟؟؟؟
قالت : هم أكثرهم من دافعي التبرعات للكنيسة و الدير و يأكلون هنا دعما للعمل الخيري فإلى جانبهم يأكل الكثير من الفقراء و الوحيدين ، فيأتون هنا و هم أولاد نعمة فيأكلون و يدفعون فيصيبوا عدة عصافير بحجر واحد : يأكلون طعاما لذيذا في مكان قريب من منازلهم و أماكن عملهم و يدعمون العمل الخيري الذي تقوم به الكنيسة و يشاركون أبناء بلدهم المساكين من الفقراء و الوحيدين ظروفهم ...
قلت لها : يا سلام .... تفكير انساني رائع ...
و بعد أن انتهينا من الغداء أتت رئيسة الدير و المشرفة على المشروع الإنساني الرائع للتعرف علينا و تشاركنا شرب القهوة ...
كانت سيدة كبيرة في السن تلبس ثيابا بسيطة و لكنها بالغة الأناقة و التناسق و يغلب عليها الوقار و على شفتيها ابتسامة محبة صافية تأسر القلوب ... و بعد تبادل كلمات الترحيب و التعارف قلت لها : أنا آسف سيدتي ... و لكنني أريد مكانا طاهرا لأصلي به صلاة الظهر * و كنت وقتها ملتزما جدا بفروضي الدينية التي حرصت على التمسك بأهدابها بعد توبة نصوح نويتها قبل هجرتي من سوريا * ...
فغر رفاقي أفواههم من الدهشة و الإستغراب !!!! و معهم الحق فأكثرهم لا يعرف المسيحيين و علاقتهم مع المسلمين و خاصة في البلاد العربية ....
قالت لي و بكل محبة و احترام : و لماذا تتأسف ؟؟؟؟ تفضل معي ....
و رافقتها في رحلة قصيرة عبر الممرات و الغر ف في الكنيسة و الدير حتى وصلنا إلى غرفة صغيرة قدّرت فورا بأنها محرابها الذي تتعبد به ... و قالت لي : أنا أصلي هنا ... كلنا نصلي لإله واحد ....
فرشت لي سجادة معطّرة و أشارت لي الى اتجاه الجنوب و قالت لي : تفضل ...
و عدت بعد الصلاة الى المجموعة و غادرنا المكان المقدس و مازال و الرئيسة و الراهبات عالقين في ذهني ...
ذكرى اخوّة انسانية عظيمة
يشوهها احيانا جاهل أو متعصب و من الطرفين ...
حكيت هذه الذكرى العطرة لكم لكي أقول * للأب * وسام : بأنني لم و لن أصدق * تخاريف * المتعصبين بتجلّي السيدة العذراء * الخبر الذي قرأته و اطلعت عليه و سألت عنه و عن غيره من هذه الأكاذيب و أهداف مروجيها الطائفية المتعصبة أصدقاء مصريون مسيحيون و متخصصون * لا في مصر و لا في فلسطين و لا في إدلب * التي يتجلى بها سيدنا لوط دونا عن باقي الرسل و الأنبياء على ما يعتقد الكثيرون !!!!! *
و لست وحدي في ذلك الإعتقاد الراسخ بعدم تجلّي أحد على أحد ... و هناك الكثير الكثير من المسيحيين * غير المتعصبين على رأيي و مذهبي * في ذلك ....
و أعتقد بأن * الأب * وسام كان منحازا جدا في ردّه عليّ في موضوع سابق يخص هذا الظهور الكاذب لسيدتنا العذراء فوق أبراج كنائس القاهرة و الذي صدقه و آمن به الكثير من المسلمين الذين يشاركون إخوانهم الأقباط في الجهل و ركوب موجة الأوهام ....
و الأقباط في مصر غير مظلومين و لا يتعرضون للإعتداء من جهال المسلمين و غوغائهم هناك ....
و الجريمة التي تحدث عنها * الأب * وسام في ردّه المنحاز و المفعم بالشكوى و البكاء و الوهم و التي جرت ليلة عيد الميلاد * حسب التقويم الشرقي * في نجع حمادي في صعيد مصر ارتكبها مجرم مسجل خطر و من أصحاب السوابق و شاركه بها إثنان من عتاة المجرمين الذين لا يعبرون عن الإسلام و المسلمين أبدا ...
و أسبابها * و هنا مربط الفرس * ليست دينية يا أبونا ...!!!!
أسبابها : إغتصاب شاب قبطي لفتاة مسلمة قاصر و نشر هتك عرضها عبر الصور الهاتفية على أهلها و أهل المنطقة * الصعايدة * ....
و الصعايدة معروفين بالتعصب و الإيمان بالثأر و محو العار ... و هم متفقين في هذا : مسلمين و مسيحيين أقباط ..
إذا : لا يوجد جريمة تدل على اضطهاد ديني ...
الحكاية كلها حكاية مجتمع متعصب و متخلف يتساوى فيه الجميع ... مسلمين و مسيحيين ...
و الثقافة يا * أبونا * ليست سببا للإقتناع بالخرافات و الأساطير و الأوهام ...
بالعكس تماما ....
الثقافة سبيل لإنكار هذه الأكاذيب و استنكار ترويجها ...
فقد قيل قديما : حدّث العاقل بما لا يصدّق فإن صدقه فلا عقل له !!!!!
و نحن و لله الحمد من أصحاب العقول ...
عدل سابقا من قبل ربيع شعار في السبت 09 يناير 2010, 3:39 pm عدل 1 مرات
الأربعاء 13 يوليو 2011, 11:06 am من طرف أحلى حمودي
» رسالة أم حمصية الى ابنتها
الأربعاء 13 يوليو 2011, 10:57 am من طرف أحلى حمودي
» إنشاء منتدى أجمل من هذا المنتدى بتصميمي ومجانا
الثلاثاء 18 يناير 2011, 8:21 pm من طرف ربيع شعار
» أنا خلص .. بدي صيف !
السبت 18 ديسمبر 2010, 9:19 pm من طرف عازم
» القلم و الكلمة و الكرباج !!!
الإثنين 13 ديسمبر 2010, 12:54 am من طرف فاطمة نحلاوي
» أمّــــاه( خاص )
الخميس 04 نوفمبر 2010, 11:51 pm من طرف محمد عبد الستار طكو
» الرسم على الأسقف
الخميس 12 أغسطس 2010, 3:14 am من طرف shaema
» شوق الى أمي ... - بقلم : الشاعرة : غادة ملاعب -
الثلاثاء 27 يوليو 2010, 8:38 pm من طرف ربيع شعار
» قطر : الجدي الذي يلعب بعقول التيوس !!!!!
الإثنين 14 يونيو 2010, 5:16 am من طرف ربيع شعار