إذاعة «المنار» البلجيكية صوت عربي وحيد... في أثير «عاصمة أوروبا»
الإثنين, 07 ديسيمبر 2009
بروكسيل – وسيم إبراهيم
ضاق الفضاء الإعلامي في بروكسيل بلسان الضاد. صوت وحيد يخاطب الجالية العربية: إذاعة «المنار» التي حظيت أخيراً بفرصة البث على موجة «أف أم».
جاء ذلك بعد سنوات طويلة من مشاركتها تلك «الموجة العربية»، التي خصصتها السلطات البلجيكية لست إذاعات عربية، مقسّمة 24 ساعة بث بينها. العام الماضي ارتأى المجلس السمعي البصري أن وقت «تنظيم» الفوضى حان. طلب من الإذاعات تقديم ملفاتها، ثم أعطى «المنار» وحدها الترخيص، فيما أغلقت بقية الإذاعات. احتج بعضها بتوقيع عرائض، لكن قرار الإغلاق كان حاسماً. هناك من يقول ان «اللهجة التحريضية» لمتشددين إسلاميين كانت خلف الإغلاق، وآخرون رأوا ان كل ما في الأمر ان بعض الإذاعات كانت «تحكي الوقائع الحساسة كما هي بدون مجاملات».
وعلى رغم انها الوحيدة التي حظيت بالبقاء، لا تبدو «المنار» في حال تحسد عليه. خلف مكتب أحمد بودا، مدير الإذاعة ومؤسسها عام 1992، تستقر صورتان لملك وملكة بلجيكا. يبدو ذلك غريباً، لأسباب عدة. فعندما قدمت الفضائية المغربية الثانية ريبورتاجاً طويلاً عن الإذاعة، العام الماضي، لم تظهر هذه الصورة في خلفية مكتب المدير. كما ان تعليق صور الحكام ليس أمراً شائعاً في بلجيكا. قد تفعله مؤسسات الحكومة، وليس كلها حتى. يبرر بودا الأمر بأن الجالية العربية صار لها دور في كل المستويات، لذلك «نحن حريصون على إعطاء إشارة للسلطات بأن الإذاعة وفية للمصالح والرموز البلجيكية».
لكن مصدراً قريباً من الإذاعة، فضل عدم ذكر اسمه، يتحدث عن «ضريبة» الترخيص الذي نالته من السلطات. ويؤكد ان إدارة الإذاعة «دائماً حذرة وخائفة» مما قد يقود السلطات الى إغلاقها، ومن ذلك أي قضايا حساسة تخص الجالية العربية. وإلى الحذر من السلطات البلجيكية، هناك أيضاً حذر من السلطات العربية. فالأخيرة لها سفارات ترى وتسمع، يقول المصدر ويخلص إلى القول ان «إدارة الإذاعة تتجنب الوقوع في أي مشاكل، سواء مع السلطات العربية أم البلجيكية، فحتى لو رفع أحدهم دعوة قضائية ضدها سيكون صعباً عليهم تأمين تكاليف المحاكمة».
من يزور اذاعة «المنار» في حي آرـ لوا وسط بروكسيل، سيلاحظ ضائقتها المادية قبل ان تتحدث عنها إدارتها. هناك صالون صغير «تنحشر» فيه أربعة مكاتب، ويستخدم أحياناً لتسجيل البرامج الحوارية. يوجد استوديو وحيد للبث، وفيه أجهزة الصوت والتحكم. المذيعة التي كانت تشرف على فترة المساء، تولت أيضاً التنسيق والاتصالات وهندسة الصوت. يلفت عاملون في الإذاعة الى ان «ضعف مواردها» يمنعها من استخدام مخرج أو مهندس صوت... وغيرهما. فيقوم المذيع بكل هذه المهمات. يفسح ذلك المجال لأخطاء كثيرة، من لعثمات تقنية وتنسيقية، تتخلل البث. ويروي أحد مستمعي الإذاعة انه في إحدى فترات البث المباشر، تلقت مذيعته اتصالاً من زميلها ليقول لها انه «على الباب»، وما من أحد غيرها موجود في مكاتب الإذاعة، وعليها ان تنزل (من الطابق العاشر) لتفتح له. ظهر ذلك على الهواء مباشرة!
العاملون في الإذاعة، التي تبث أيضاً عبر الانترنت، يتجاوزون العشرين بقليل، ويقول مديرها: «نحن نعمل في ضيق كبير». أحد أفراد أسرة الإذاعة يقول ان «الغالبية العظمى» من العاملين «شبه متطوعين، يتلقون أقساطاً مالية ضئيلة، وبعضهم يستقدم إعلاناً للإذاعة فيتقاضى نسبة عليه». وليس كل أهل الإذاعة أتوا إليها من خلفية مهنية
. مثلاً، ربيع شعار يقدم برنامج «مراسي» المنوّع، وهو يدير مطعم للوجبات السريعة. يشرح انه كان من أصدقاء الإذاعة الدائمين، قبل ان يشارك مذيعاً يعرفه فيها تقديم برنامجه. لاحقاً قدم شعار برنامجاً سياسياً، إلا انه توقف ليقدم بدلاً منه برنامجاً منوعاً. يؤكد انه على رغم ميله الى السياسة، مرتاح اكثر مع برنامج منوع لأن «البرنامج السياسي يتطلب إعداداً طويلاً وتفرغاً لا يقابله أجر مادي يسمح به، أما البرنامج المنوع فشغله أيسر».
كل ذلك لا يمنع ان الإذاعة، على علاتها، تحتل أهمية خاصة بالنسبة إلى الجالية العربية. فهي «الخيار الوحيد» الذي استقطب في النهاية مستمعي الإذاعات الأخرى «المغلقة». يتذكر بعض المستمعين «المنار» خصوصاً نشاطها في تغطية مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة العام الماضي. حتى بعض العاملين في الإذاعة يتذكر تلك الفترة بشيء من الفخر، يقول أحدهم: «كنا نحارب». ويؤكد سعيد عبد ربه، المذيع في «المنار»، أهمية ما يمثله خطابها لجهة الإشارة الواضحة الى «الاحتلال» في فلسطين والعراق، خصوصاً انها اشارة «لا ترد على الإطلاق في الإعلام الأوروبي».
تبث المنار بثلاث لغات، وتقدم غالبية برامجها بالعربية والفرنسية، الى جانب برنامج بالأمازيغية. وما يهم الإذاعة الموجهة في الأساس الى الجالية العربية في بلجيكا، وتناهز 600 ألف شخص، هو جعلها «تندمج في المجتمع المضيف، وتكون مؤثرة فيه عبر تعريفها بواجباتها وحقوقها»، بحسب مديرها الذي يضيف الى ذلك «دعم أبناء الجالية العربية ليكونوا في الأحزاب واللوائح الانتخابية». ويرفض مدير الإذاعة الحديث عن توجه سياسي لها أو لأفرادها. لكن قريبين منها يشيرون الى ان إدارة الإذاعة «منخرطة بفاعلية» في الحزب الاشتراكي، وانها «تعطي الأفضلية لأعضائه وتوجهه» في الظهور فيها، وهذا ما يؤكده مستمعون متابعون الإذاعة. ولا يخفي القريبون من «المنار» دور هذا الحزب في انفرادها بالترخيص، وتخففها من مزاحمة زميلاتها... نزيلات الموجة الواحدة!
* رابط المقال
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/83743
الإثنين, 07 ديسيمبر 2009
بروكسيل – وسيم إبراهيم
ضاق الفضاء الإعلامي في بروكسيل بلسان الضاد. صوت وحيد يخاطب الجالية العربية: إذاعة «المنار» التي حظيت أخيراً بفرصة البث على موجة «أف أم».
جاء ذلك بعد سنوات طويلة من مشاركتها تلك «الموجة العربية»، التي خصصتها السلطات البلجيكية لست إذاعات عربية، مقسّمة 24 ساعة بث بينها. العام الماضي ارتأى المجلس السمعي البصري أن وقت «تنظيم» الفوضى حان. طلب من الإذاعات تقديم ملفاتها، ثم أعطى «المنار» وحدها الترخيص، فيما أغلقت بقية الإذاعات. احتج بعضها بتوقيع عرائض، لكن قرار الإغلاق كان حاسماً. هناك من يقول ان «اللهجة التحريضية» لمتشددين إسلاميين كانت خلف الإغلاق، وآخرون رأوا ان كل ما في الأمر ان بعض الإذاعات كانت «تحكي الوقائع الحساسة كما هي بدون مجاملات».
وعلى رغم انها الوحيدة التي حظيت بالبقاء، لا تبدو «المنار» في حال تحسد عليه. خلف مكتب أحمد بودا، مدير الإذاعة ومؤسسها عام 1992، تستقر صورتان لملك وملكة بلجيكا. يبدو ذلك غريباً، لأسباب عدة. فعندما قدمت الفضائية المغربية الثانية ريبورتاجاً طويلاً عن الإذاعة، العام الماضي، لم تظهر هذه الصورة في خلفية مكتب المدير. كما ان تعليق صور الحكام ليس أمراً شائعاً في بلجيكا. قد تفعله مؤسسات الحكومة، وليس كلها حتى. يبرر بودا الأمر بأن الجالية العربية صار لها دور في كل المستويات، لذلك «نحن حريصون على إعطاء إشارة للسلطات بأن الإذاعة وفية للمصالح والرموز البلجيكية».
لكن مصدراً قريباً من الإذاعة، فضل عدم ذكر اسمه، يتحدث عن «ضريبة» الترخيص الذي نالته من السلطات. ويؤكد ان إدارة الإذاعة «دائماً حذرة وخائفة» مما قد يقود السلطات الى إغلاقها، ومن ذلك أي قضايا حساسة تخص الجالية العربية. وإلى الحذر من السلطات البلجيكية، هناك أيضاً حذر من السلطات العربية. فالأخيرة لها سفارات ترى وتسمع، يقول المصدر ويخلص إلى القول ان «إدارة الإذاعة تتجنب الوقوع في أي مشاكل، سواء مع السلطات العربية أم البلجيكية، فحتى لو رفع أحدهم دعوة قضائية ضدها سيكون صعباً عليهم تأمين تكاليف المحاكمة».
من يزور اذاعة «المنار» في حي آرـ لوا وسط بروكسيل، سيلاحظ ضائقتها المادية قبل ان تتحدث عنها إدارتها. هناك صالون صغير «تنحشر» فيه أربعة مكاتب، ويستخدم أحياناً لتسجيل البرامج الحوارية. يوجد استوديو وحيد للبث، وفيه أجهزة الصوت والتحكم. المذيعة التي كانت تشرف على فترة المساء، تولت أيضاً التنسيق والاتصالات وهندسة الصوت. يلفت عاملون في الإذاعة الى ان «ضعف مواردها» يمنعها من استخدام مخرج أو مهندس صوت... وغيرهما. فيقوم المذيع بكل هذه المهمات. يفسح ذلك المجال لأخطاء كثيرة، من لعثمات تقنية وتنسيقية، تتخلل البث. ويروي أحد مستمعي الإذاعة انه في إحدى فترات البث المباشر، تلقت مذيعته اتصالاً من زميلها ليقول لها انه «على الباب»، وما من أحد غيرها موجود في مكاتب الإذاعة، وعليها ان تنزل (من الطابق العاشر) لتفتح له. ظهر ذلك على الهواء مباشرة!
العاملون في الإذاعة، التي تبث أيضاً عبر الانترنت، يتجاوزون العشرين بقليل، ويقول مديرها: «نحن نعمل في ضيق كبير». أحد أفراد أسرة الإذاعة يقول ان «الغالبية العظمى» من العاملين «شبه متطوعين، يتلقون أقساطاً مالية ضئيلة، وبعضهم يستقدم إعلاناً للإذاعة فيتقاضى نسبة عليه». وليس كل أهل الإذاعة أتوا إليها من خلفية مهنية
. مثلاً، ربيع شعار يقدم برنامج «مراسي» المنوّع، وهو يدير مطعم للوجبات السريعة. يشرح انه كان من أصدقاء الإذاعة الدائمين، قبل ان يشارك مذيعاً يعرفه فيها تقديم برنامجه. لاحقاً قدم شعار برنامجاً سياسياً، إلا انه توقف ليقدم بدلاً منه برنامجاً منوعاً. يؤكد انه على رغم ميله الى السياسة، مرتاح اكثر مع برنامج منوع لأن «البرنامج السياسي يتطلب إعداداً طويلاً وتفرغاً لا يقابله أجر مادي يسمح به، أما البرنامج المنوع فشغله أيسر».
كل ذلك لا يمنع ان الإذاعة، على علاتها، تحتل أهمية خاصة بالنسبة إلى الجالية العربية. فهي «الخيار الوحيد» الذي استقطب في النهاية مستمعي الإذاعات الأخرى «المغلقة». يتذكر بعض المستمعين «المنار» خصوصاً نشاطها في تغطية مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة العام الماضي. حتى بعض العاملين في الإذاعة يتذكر تلك الفترة بشيء من الفخر، يقول أحدهم: «كنا نحارب». ويؤكد سعيد عبد ربه، المذيع في «المنار»، أهمية ما يمثله خطابها لجهة الإشارة الواضحة الى «الاحتلال» في فلسطين والعراق، خصوصاً انها اشارة «لا ترد على الإطلاق في الإعلام الأوروبي».
تبث المنار بثلاث لغات، وتقدم غالبية برامجها بالعربية والفرنسية، الى جانب برنامج بالأمازيغية. وما يهم الإذاعة الموجهة في الأساس الى الجالية العربية في بلجيكا، وتناهز 600 ألف شخص، هو جعلها «تندمج في المجتمع المضيف، وتكون مؤثرة فيه عبر تعريفها بواجباتها وحقوقها»، بحسب مديرها الذي يضيف الى ذلك «دعم أبناء الجالية العربية ليكونوا في الأحزاب واللوائح الانتخابية». ويرفض مدير الإذاعة الحديث عن توجه سياسي لها أو لأفرادها. لكن قريبين منها يشيرون الى ان إدارة الإذاعة «منخرطة بفاعلية» في الحزب الاشتراكي، وانها «تعطي الأفضلية لأعضائه وتوجهه» في الظهور فيها، وهذا ما يؤكده مستمعون متابعون الإذاعة. ولا يخفي القريبون من «المنار» دور هذا الحزب في انفرادها بالترخيص، وتخففها من مزاحمة زميلاتها... نزيلات الموجة الواحدة!
* رابط المقال
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/83743
الأربعاء 13 يوليو 2011, 11:06 am من طرف أحلى حمودي
» رسالة أم حمصية الى ابنتها
الأربعاء 13 يوليو 2011, 10:57 am من طرف أحلى حمودي
» إنشاء منتدى أجمل من هذا المنتدى بتصميمي ومجانا
الثلاثاء 18 يناير 2011, 8:21 pm من طرف ربيع شعار
» أنا خلص .. بدي صيف !
السبت 18 ديسمبر 2010, 9:19 pm من طرف عازم
» القلم و الكلمة و الكرباج !!!
الإثنين 13 ديسمبر 2010, 12:54 am من طرف فاطمة نحلاوي
» أمّــــاه( خاص )
الخميس 04 نوفمبر 2010, 11:51 pm من طرف محمد عبد الستار طكو
» الرسم على الأسقف
الخميس 12 أغسطس 2010, 3:14 am من طرف shaema
» شوق الى أمي ... - بقلم : الشاعرة : غادة ملاعب -
الثلاثاء 27 يوليو 2010, 8:38 pm من طرف ربيع شعار
» قطر : الجدي الذي يلعب بعقول التيوس !!!!!
الإثنين 14 يونيو 2010, 5:16 am من طرف ربيع شعار